لماذا تفقد مُنشأتي الموظّفين باستمرار؟
لا بُدّ أنّك تساءلت مرّة على الأقل: "لماذا غادر الموظّف الفلاني مُنشأتي دون سابق إنذار ودون سبب واضح..؟" هل عثر على فرصة عمل أفضل.. هل حصل على مُقابل أكبر؟.. أو ربّما كان يريد بعض التغيير فحسب..؟
إذا كنتَ صاحب مُنشأة فهناك حقيقتان تدركهما جيّدًا:
الأولى: لا مفرّ من فقدان بعض الموظّفين من حين لآخر.
الثانية: فقدان الموظّفين باهض الثمن على شركتي.
في هذا المقال، لن نقترح حلولًا لمشكلة فقدان الموظّفين، لكنّنا سنقدّم لك أبرز الأسباب التي تدفع الموظّفين لمُغادرة المُنشآت وربّما يساعدك ذلك على خفض معدّلات الدوران الوظيفي في مُنشأتك.
الفهرس:
- ما هو الدوران الوظيفي ولماذا يجب عليّ أن أقلق عند ارتفاعه؟
- ماهي الأسباب التي تجعل منشأتي تفقد الموظفين باستمرار؟
- أسباب شخصيّة (مرتبطة بالموظف)
- أسباب مهنيّة (مرتبطة بالمنشأة)
معدل الدوران الوظيفي ولماذا يجب عليّ أن أقلق عند ارتفاعه؟
ليس من الغريب أن تفقد المنشأة في إطار دورة حياتها عددا من الموظفين وهو ما يعبر عنه بالدوران الوظيفي (Employee Turnover).
ويعتبر هذا الأمر ضروريا لتجديد فريق العمل وتعزيز حيوية المنشأة لكن تزايد معدلات الدوران الوظيفي بنسق سريع قد يضع منشأتك في موقف صعب وقد يكلفك الكثير من الوقت والمال والجهد بسبب الضغط المتولد عن عملية البحث عن موظفين أكفّاء في وقت قياسي.
من خلال الأسطر القادمة، سنساعدك على تحديد أبرز الأسباب التي قد تكون وراء فقدانك المستمر للموظّفين في مُنشأتك.
ما هي الأسباب التي تجعل مُنشأتي تفقد الموظفين باستمرار؟

أ- أسباب شخصيّة (مرتبطة بالموظّف)
1. عدم تلاؤم طبيعة العمل مع توقعات الموظف المهنية
الإنسان بطبيعته يسعى إلى تحقيق التقدم المهني ويرفض ما يحول دون نمو قدراته.
فكلما كان العمل غير قادر على توفير الفرص المناسبة الّتي تضمن تطور الموظف المستمر كلما بحث الموظفون عن فرص أفضل لتحسين وضعيتهم المالية ومؤهلاتهم المهنية.
وقد يصبح التحدي أكبر عندما نتحدث عن قطاع الخدمات وما يشمله من مهن تعتبر في أدنى السلم الوظيفي وتفتقر إلى التقدير المجتمعي.
2. عدم تبني الموظفين لقيم الشركة ورؤيتها
عندما يعيش موظفوك قطيعة معنوية مع منشأتك بسبب عدم وضوح رؤيتهم لقيم مُنشأتك ودورهم داخلها، فإن دوافع التزامهم بالعمل ستقتصر على المصالح المهنية وعدم توفُّر بديل أفضل.
لذلك فإنّ مشاركة موظفيك أهداف المنشأة وإشعارهم بأهمية مهامهم مهما كانت بسيطة في تحقيق تقدم العمل قادر على تمتين روابطهم بالمنشأة نفسها، وذلك مثلا عبر الاجتماع بفريق العمل لمتابعة آخر التطورات والاحتفال السنوي مع الموظفين بمخرجات السنة وانجازاتها.
3. فقدان التوازن بين العمل والحياة
قد تستوجب طبيعة العمل عددا كبيرا من ساعات العمل أو تواجد الموظفين واستعدادهم لتلقي الرسائل والمهام العاجلة على مدى أوقات طويلة من اليوم قد تمتد خارج ساعات العمل وهو ما قد يتسبب في ضغط هائل على الموظف.
تبعا لذلك يفقد العديد من الموظفين توازنهم كما يهملون حياتهم الخاصة مما يدفعهم إلى الانقطاع المفاجئ عن العمل بسبب الإرهاق النفسي والإجهاد البدني.
ب- أسباب مهنيّة (مرتبطة بالمنُشأة)
1. سوء تصرف المديرين والمسؤولين المباشرين
يقال أن "الموظفين عادة لا يستقيلون من منشآتهم وإنما من مدرائهم"
لا خلاف في أنّ حُسن إدارة الموارد البشرية هو أحد أهم مقومات نجاح منشأتك.
بعض المديرين يُضيّقون الخناق على موظفيهم ويفرضون عليهم مراقبة شديدة عبر وسائل متنوعة مما يُشعر الموظَّف بانعدام الثقة وفقدان الاحترام.
في المقابل يشكو بعض الموظفين من سوء تقدير خَدماتهم وغياب المكافآت المادية من ترقيات وزيادات في الأجور أو حتى التشجيعات المعنوية رغم بذلهم مجهودات إضافية وهو ما يطفئ حماسهم ويقلص مردوديتهم .
2. بيئة عمل غير سليمة
عندما نذكر بيئة العمل عادة ما يتبادر إلى ذهننا مكان العمل ومدى أريحيّته فحسب ولكن بيئة العمل تشمل أيضًا فريق العمل ونوعية العلاقات التي تربط أفراده (علاقات تعاونية أو تنافسية).
وقد تتسبب بعض الخلافات والحساسيات داخل وسط العمل في خلق أجواء من التوتر والقضاء على فرص التعاون وهو من أبرز الأسباب التي تدفع الموظفين إلى ترك وظائفهم والبحث عن بيئة عمل تعاونيّة وصحيّة.
3. عدم انفتاح المنشآت على عقود التوظيف المرنة
يشكو العديد من الموظفين صرامة ساعات العمل ويسعى عدد هام منهم إلى إيجاد فرص عمل عن بعد أو فرص للعمل بالساعة أو فرص عمل حر .
للأسف، رغبة جزء هام من الموظفين في الحصول على ساعات عمل مرنة لا يقابله استعداد كاف من المنشآت لاقتراح عقود مرنة إلى جانب العقود التقليدية.
ولهذا السبب فإن وعي منشأتك بتحديات العصر وتوفيرها لبدائل وخيارات هامة للموظفين الأكفاء من عقود عمل مرنة وأخرى للعمل عن بعد ستجنب منشأتك فقدان موظفيها بل وستستقطب عددا هاما من أصحاب المؤهلات العالية.
للمزيد حول العمل المرن اقرأ: كلّ ما ينبغي أن تعرفه عن عقد العمل المرن
خلاصة القول
إدارتك لمواردك البشرية هو مؤشّر قويّ لنجاح منشأتك وقد حاولنا في هذا المقال ذكر أغلب أسباب مغادرة الموظفين لعملهم.
الآن الكرة في ملعبك: أي المدراء ستكون؟ وما هي السياسات التي ستحرص على اتباعها وإدماجها للحفاظ على رأس مالك الأهمّ.. موظّفوك؟