من الإفلاس إلى العالمية.. أسرار نجاح مطاعم البيك
هل تُفكّر في افتتاح مطعمك أو توسعته؟ لا بُدّ إذن أنّك تعرف جيّدًا سلسلة مطاعم "البيك" التي انطلقت من السعوديّة نحو العالميّة. لكن هل تعرف ما هي عوامل نجاح هذه السلسلة التي احتلّت المرتبة 6 بين أفضل مطاعم في العالم خارج الولايات المتّحدة الأمريكية؟ في هذا المقال، نستعرض لك أكبر 3 تحدّيات واجهتها المنشأة منذ تأسيسها، وسنتحدّث عن عوامل النجاح التي جاءت على لسان رامي أبو غزالة، صاحب سلسة مطاعم البيك.
الفهرس
- 3 تحدّيات كبرى في الطريق نحو النجاح
- عدم تقبّل الجمهور
- الاعتماد على الوكالة
- المنافسة (النزيهة وغير النزيهة)
- عوامل النجاح
- التفكير خارج الصندوق
- تكوين فريق عمل متميّز
- ابتكار النكهات بدل شرائها
- الاطّلاع الشامل طريق الاستقلاليّة
- الإصرار رغم شبح الإفلاس
- التخصّص
- الـ rebranding
- التركيز على الربح على المدى الطويل
3 تحدّيات كبرى في الطريق نحو النجاح
1- عدم تقبّل الجمهور
في البدايات، تعاقد مؤسّس ما يُعرف اليوم بسلسلة مطاعم البيك، شكور أبو غزالة، مع شركة بروست الفرنسيّة، لكنّ عموم الجمهور السعوديّ لم يتقبّل فكرة دجاج البروست لأنّه كان متعوّدًا حينها على دجاج "الشواية"..
2- الاعتماد على الوكالة
بعد سنتيْن من افتتاح المطعم، توفّي الأب وترك المطعم لابنيه رامي وإحسان اللذان كانا يزاولان تعليمهما الجامعي حينها. وقد تلقّى الولدان رسالة من الشركة التي تعاقد معها والدهما تُفيد بإلغاء العقد نظرًا لوفاة الطرف الآخر من العقد (الوكيل)، وهو أمر لم يتوقّعه أحد في ذلك الحين، ما وضع العائلة أمام تحدّيات غير مسبوقة.
3- المنافسة (النزيهة وغير النزيهة)
مع بشائر النجاح الأولى، لاحظت عائلة أبو غزالة بروز منافسين في نفس مجال العمل: وفي ذلك يقول رامي: "بعد أن بدأت تظھر تباشیر النجاح، واجھتنا مشكلة وجود 400 مطعم بروست في مدینة جدة وحدھا".
لم تكن هذه المشكلة وحدها التي واجهت العائلة، إذ شاع لدى النّاس حينها أنّ مطاعم "بروست" لا تقدّم خدمات نظيفة وصحيّة ، ما دفع العائلة إلى تغيير استراتيّجيتها في العمل لإنعاش اسم المطعم الذي بدأ يضيع وسط المنافسة وسمعة مطاعم بروست السيئة حينها.
من ناحية أخرى، واجهت الشركة تحدّي التقليد الأعمى. يقول رامي في إحدى تصريحاته: "ضریبة النجاح ھي التقلید الأعمى الذي قام به البعض، بالتعدیات على علاماتنا التجاریة في عدد من الأسواق العالمیة". وقد تسبّب هذا في تأخّر توسّع الشركة في أسواق عديدة وعلى رأسها السوق المصريّة.
عوامل النجاح
" اللَّه هو المُعطي، وبِرُّ الوالدين، وألَّا تجعل المال سبب عملك؛ بل التميُّز، وإسعاد من تقوم على خدمتهم "
رامي أبو غزالة
1- التفكير خارج الصندوق
عودةً إلى عام 1974 في مدينة جدّة بالمملكة، لم تكن هناك الكثير من مطاعم الوجبات السريعة، ومع تسارع نسق الحياة وضيق الوقت بسبب كثرة المشاغل والأعمال، اضطرّ الكثير من السعوديّين للأكل خارج المنزل.لكنّ المطاعم آذاك لم تكن نظيفة ومعظمها كان شعبيًّا… ومن هنا انبثقت الفكرة: مطعم يُقدّم طعامًا نظيفًا (ولذيذًا) وخدمة راقية. وقد خطرت لأبو غزالة فكرة استيراد علامة تجاريّة فسافر إلى فرنسا ثمّ عاد مع توكيل لشركة "بروست" يُتيح له استخدام خلطات بهارات ومعدات مخصّصة لقلي الدجاج، وكان أبو غزالة أوّل من أدخل مفهوم الدجاج المقلي على طريقة "البروست" في كل أسواق المملكة.
2- تكوين فريق عمل متميّز
صورة من حساب التويتر الرسمي ALBAIK
يقول رامي: "أفضل شيء في الحیاة أن ترى عیني الإنسان الذي یعمل معك براقتین، لأنه یأخذ في التعلّم، وینمو معك، وأن ترى عینیه تتحدیان الصعاب التي یواجھھا، ومن خلالھا فإنه یصل إلى مراكز لم یكن یحلم بھا."
حسب رامي أبو غزالة، أهمّ عامل للنجاح في قطاع المطاعم هو فريق العمل، حتّى إنّه صرّح في بعض المقابلات أنّ العامل في شركة البيك هو بمثابة الرئيس التنفيذي، وأن أھم شخص في الشركة ھو الذي یقف لمقابلة الزبون، والشخص الذي یحضر الوجبات..
وقد حرصت شركة البيك على تدريب موظّفيها على تقديم أفضل الخدمات لزبائنها. وقد جاء ذلك في فترة حصلت فيه مطاعم بروست على سمعة سيئة في المملكة، ما دفع عائلة أبو غزالة إلى تكوين فريق متميّز جعل الزبائن يلاحظون الفرق بين مطعمهم وباقي المطاعم.
3- ابتكار الخلطات بدل شرائها
كان شراء الخلطات باهض الثمن، لذلك فكّرت عائلة أبو غزالة في إنشاء خلطاتهم الخاصّة والاستقلال عن الشركات الخارجيّة. بدأت العائلة في إعداد وتجربة خلطاتها الخاصّة على زبائنها دون علمهم. وقد حرصت العائلة على السريّة التامّة. يقول رامي: " كنا نغلق الباب في محل سري لا یدري عنه أحد، نحضر فيه الخلطات، ثم نذھب بھا إلى مركز الإنتاج".
استغرقت هذه المرحلة 3 سنوات من الجهد المتواصل، لكنّه أثمر في النهاية نجاح سلسلة مطاعم البيك.
4- الاطّلاع الشامل طريق الاستقلاليّة
حرصت عائلة أبو غزالة على الاطّلاع على جميع تفاصيل مشروعهم، سواءً ما يتعلّق بالتفاصيل الميدانيّة أو الإداريّة. في هذا السياق يقول رامي: "بالنسبة لي كان لا بدّ أن أعمل أنا بنفسي، فخلعت الثوب، ولبست زي المطاعم، وجلست فترة طویلة في المطاعم على ركبي نظّفت الحمامات، ومسكت المكنسة، وتعلّمت كیف أكنّس وأمسح الغبار، تعلّمت خدمة الزبائن، والكاشیر، فھذا عمل ضروري جداً".
من ناحية أخرى، حرصت عائلة أبو غزالة على الاطّلاع على الطرّق العمليّة لإدارة المشاريع، ما دفع إحسان - أخ رامي- إلى التوجّه إلى فرنسا ودراسة "تكنولوجيا الإدارة"، وهو ما أعطى المنشأة امتيازًا نظرًا لعدم اعتمادها على أيّ طرف خارجيّ لإدارة أعمالهم.
أنت صاحب مطعم أو تريد إنشاء مطعم وتُريد توسعة معارفك في مجال إدارة المطاعم؟ انتقينا لك الكورسات التالية:
دورة Hospitality management: مقدّمة من مؤسّسة Alison
الثمن: مجّاني
المدّة: 3 ساعات
دورة إنشاء وإدارة مطعم أو كافيه: مقدّمة من أكاديمية إعمل بيزنس وهي أكاديمية عربية متخصصة في تدريس العلوم الإدارية عبر الإنترنت باللغة العربية.
المدّة: 2 ساعات
الثمن: اشتراك سنوي بقيمة 800 دولار
طبيعة الدورة: أونلاين ومفتوحة دائمة
دبلوم ادارة المطاعم والمقاهي: مقدّمة من أكاديميّة اي بي إس للتدريب
الثمن: 350 دولار
المدّة: 24 ساعة
دبلوم إدارة المطاعم: دبلوم مقدّم من مؤسسة HTMi Higher Institute For Tourism and Hospitality وهو مُعدّ لأصحاب المطاعم
المدّة: 2256 ساعة على امتداد 18 شهرًا
ملاحظة: لا يوجد تعاقد ربحي بيننا وبين الشركات المذكورة أعلاه. نُقدّم اقتراحاتنا بناءً على ما نراه نافعًا لقُرّائنا.
5- الإصرار رغم شبح الإفلاس
بعد وفاة الأب بسنتيْن، تراكمت الديون على المؤسّسة وبلغت الملايين، وقد خيّر البنك آنذاك عائلة أبو رامي بين تسديد الديون أو حجز ممتلكات المنشأة. اختارت العائلة آنذاك مواصلة الطّريق وتسديد الديون عبر دفعات على امتداد سنتيْن. يقول رامي: "كان التقشف شعارنا في تلك المرحلة، فكنا نعمل في مكاتب صغیرة جداً وضیقة حتى السقف، كنا نحني رؤوسنا عندما نقف، وألغینا الشاي والقھوة في المكاتب".
6- التخصّص
في بداية الطّريق، كانت عائلة أبو غزالة تعمل في عدّة مجالات غير المطاعم، وقد لاحظ رامي أنّ الأمر عاد بنتائج سلبيّة على خلاف المتوقّع، فاتّخذ قرارًا جريئًا بإغلاق باقي الشركات وإبقاء تلك المتخصّصة في مجال المطاعم.
7- الـ rebranding
مع بروز منافسة قويّة في مجال تقديم وجبات "البروست" وصلت إلى 400 مطعم في هذا المجال في جدّة وحدها، قرّرت العائلة الانفصال عن "البروست" وتأسيس علامتها التجارية المميّزة لها، ومن هناك جاء اسم "البيك".
تعتقد أنّ مطعمك يحتاج عمليّة rebranding أو إعادة تصميم علامته التجاريّة؟ اطّلع على هذا المقال: ٧ توصيات لبناء هوية مثالية لعلامة مطعمك التجارية
8- التركيز على الربح على المدى الطويل
لم تفكّر عائلة أبو غزالة في الربح على المدى القصير، وقد ذهبت في ذلك إلى حدّ أنّها استمرّت في تقديم وجباتها بسعر 10 ريالات على امتداد 25 سنة، ورغم قدرتها على زيادة الأسعار فقد كانت ملتزمة بالربح على المدى الطويل وتقديم أسعار تنافسيّة.
خلاصة
ما بين أن تبدأ وتنجح طريق طويل مُعبّد بالتحدّيات. عائلة أبو رامي لم تستسلم في أيّ مرحلة من مراحل رحلتها الطّويلة:
- لم تستسلم حين لم يلق المطعم إقبالًا في بداياته،
- لم تستسلم حين مات الأب المؤسّس،
- لم تستسلم حين غرقت المُنشأة في ديون بالملايين،
- لم تستسلم حين برز مئات المُنافسين
وبدل ذلك:
- فكّرت العائلة خارج الصندوق وأعادت ابتكار علامة تجاريّة جديدة،
- حرصت على تكوين فريق عمل مميّز يقدّم خدمة فائقة،
- ابتكرت المُنشأة خلطاتها بدل شِرائها بأثمان باهضة
- اطّلعت على جميع تفاصيل إدارة المشروع الإداريّة والميدانية
وكما يقول الشاعر ..
أَخْلِقْ بِذي الصَّبْرِ أَنْ يَحْظَى بحاجَتِهِ * * * ومُدْمِنِ القَرْعِ لِلأَبْوابِ أَنْ يَلِجا